كشفت رئيسة مركز العافية في هيئة الصحة في دبي الدكتورة شمسة عبدالله بن حمّاد أن هناك أطفالا يتعاطون عقار الـ«ترامادول» من سن الـ12 عاماً، بعد أن يصل إلى أيديهم من رفاق لهم، بحجة أنهم يريدون مساعدتهم على الدراسة، معتبرة أنها صدمة. وقالت: «سابقاً كنّا نسمع عن حالات تعاطي مخدرات بين شبان في سن الـ16 عاماً، لكننا تجاهلنا هذه الظاهرة، الأمر الذي أسهم في استمرارها وانتشارها».
ولفتت بن حمّاد إلى عدم وجود مراكز لإعادة تأهيل المدمنين على المواد المخدرة، مطالبة بتوفيرها، بالقول «نحن في أمسّ الحاجة إليها، بسبب انتشار تعاطي المخدرات بين فئة الشباب، الذين تكون نهايتهم الإهمال، ومن ثم السجون، بينما لو توافرت مصحات للتأهيل، فبإمكاننا أن نصنع منهم أعضاء فاعلين في المجتمع».
واعتبرت بن حمّاد أن «المدمن شخص مريض بحاجة إلى علاج، فهو ضحية، لا ينبغي أن نعتبره مُجرما ونزجّ به في السجن». وعن بداية التعاطي، أكدت أنه يصل الى الأبناء من أصدقاء السوء، خلال وجودهم في المدارس، إذ يُعطى الطالب حبّة ليُجربها تحت ذريعة أنها فيتامينات تُسهّل عليه الدراسة، وتقوي الذاكرة، بينما هي مخدرات، ومنها الـ«ترامادول».
وذكرت أن الطالب يبدأ إدمانها مع الوقت، فتنشأ مشكلات كثيرة، كأن يتعارك مع أفراد أسرته، ثم يفشل في دراسته، مشيرة إلى أن هناك أسرا تبرأت من أبنائها لهذا السبب، فتركوا الدراسة ولم يجدوا وظيفة مناسبة تقبل بهم في ما بعد، الأمر الذي يؤدي بهم إلى دخول السجن بشكل متكرر، وانتقال فيروس الإيدز للبعض، جراء التعاطي بواسطة الإبر.
ومن ناحية أخرى، أضافت بن حمّاد أن التعاطي قد يتسبب في حوادث مرورية على الطرقات، نتيجة غياب وعي وإدراك المتعاطي أثناء القيادة، وكم من حالة أُصيب فيها شبان بعاهات مستديمة، جراء تلك الحوادث، وأصبحوا أشخاصا محطمين.
يشار إلى أن جمارك دبي بدأت، بالتعاون مع هيئة الصحة في دبي ومؤسسة دبي للإعلام، حملة لتوعية الطلبة في المدارس والجامعات وأُسرهم، بمخاطر تعاطي عقار «الترامادول» المخدّر، تحت شعار «الترامادول.. قاتل بدون وصفة»، تستمر حتى نهاية العام الجاري.
ومعلوم أن «الترامادول» مسكن ألم، ينتمي إلى فئة المواد الأفيونية، التي تعمل على الجهاز العصبي المركزي، وهو يستخدم لعلاج الآلام المتوسطة والشديدة، بما فيها آلام ما بعد الجراحة، وآلام التهاب المفاصل، وكثير من الإصابات الأخرى.